دور الموارد البشرية في تعزيز الابتكار التنظيمي

عند ذكر الابتكار التنظيمي، قد يتبادر الى ذهنك شركات مثل أمازون و جوجل وابل وقد يظن الكثيرون ان الفضل في تلك الابتكارات يرجع الى ميزانيات البحث والتطوير الضخمة ونوعية المنتجات التي يقدمونها ولكن في الحقيقة ، العامل المشترك بين هذه الشركات هو أن استراتيجية موظفيها تتماشى مع تعزيز ثقافة الابتكار.

 المحتويات
  • لماذا تحتاج الشركات الى الابتكار التنظيمي؟
  • ما هو الابتكار التنظيمي؟
  • ما هو دور الموارد البشرية في الابتكار التنظيمي؟
  • كيف يمكن للموارد البشرية ترسيخ ثقافة الابتكار داخل الشركات؟
 

لماذا تحتاج الشركات الى الابتكار التنظيمي؟

الابتكار التنظيمي أمر بالغ الأهمية للشركات لمواكبة تغيرات السوق المستمرة حيث يمكن أن تؤدي الطفرات التكنولوجية وتقلبات الاقتصاد وحتى التغييرات في سوق العمل إلى تراجع ربحية بعض الأعمال والتأثير عليها. الشركات التي لا تواصل الابتكار قد تتخلف عن الركب على سبيل المثال شركات مثل بلوكبستر وماي سبيس وكوداك و بلاكبيري اين هي الان اما الشركات التي تستمر في تبني الابتكار لا يمكنها فقط تقديم قيمة لعملائها ولكن يمكنها أيضًا جذب أفضل المواهب ووضع الأسس التي تتبنى ثقافة مبتكرة وتحافظ على مشاركة الموظفين والموارد البشرية هي المحرك الرئيسي في بناء ثقافة الابتكار لدى الموظفين الحاليين وفي توظيف أفضل المواهب لدعم هذه الثقافة.في دراسة أجرتها شركة ماكينزي وجدت أن 84٪ من الرؤساء التنفيذيين يرون أن الابتكار أمر بالغ الأهمية للنمو. إلى جانب ذلك، كما رأينا في الآونة الأخيرة، يمكن أن يؤدي الفشل في الابتكار إلى ركود الاعمال وصولا الى حد الإفلاس.خلال جائحة كورونا، ركزت معظم الشركات على الحفاظ على استمرارية الأعمال، لكن الوباء أدى أيضًا إلى تحولات سريعة في كيفية عملنا، ومتطلبات العملاء، والفرص الجديدة الناتجة عن المشهد المتغير باستمرار. أظهرت أيضا بعض الأبحاث أن الشركات التي تركز على النمو والابتكار أثناء الأزمات تتفوق على المنافسين الذين يقومون بتسريح الموظفين في أعقاب الجائحة ومع ظهور أزمات جديدة، سوف يكون من الضروري ان تستمر المنظمات في الابتكار والتكيف لمواجهتها 

ما هو الابتكار التنظيمي؟

الابتكار التنظيمي هو عملية تنفيذ أفكار واستراتيجيات وطرق جديدة لتطوير منتجات وخدمات جديدة يما يخلق قيمة وبالتالي نمو الأعمال، بعض الشركات تتبنى الابتكار من أجل ذلك فقط لكن الابتكار الحقيقي هو شرارة الإبداع التي تحافظ على تقدم الشركة وتضيف قيمة إلى أصحاب المصلحة الرئيسيين. يمنحك الابتكار التنظيمي ميزة تحسين العملية أو المنتج أو الخدمة السابقة كما يقلل من التعقيد حيث يجعل الحياة أسهل للجميع العملاء والموظفين وأصحاب المصلحة الرئيسيين أيضا يولد الابتكار أفكارًا جديدة يمكن الاستماع إليها واستخدام التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار لتطويرها. 

ما هو دور الموارد البشرية في الابتكار التنظيمي؟

غالبًا ما تشمل الأدوار التي تعتبر أساسية للابتكار وظائف في مجالات البحث والتطوير وما إلى ذلك. لكن الموارد البشرية هي العنصر الأكثر أهمية للابتكار التنظيمي.

 وفقًا لبحث أجرته شركة كي بي ام جي وجدت انه لا يتم تعريف النجاح من خلال ميزانية البحث والتطوير للشركة حيث يُظهر البحث أنه لا توجد علاقة قوية بين الأداء المالي والابتكار. بالإضافة إلى ذلك، لا تلعب التكنولوجيا أيضًا الدور الأكثر أهمية. بدلاً من ذلك، أظهرت الدراسات أن نجاح استراتيجيات الابتكار التنظيمي يعتمد على مدى تركيزها بشكل بارز على الأفراد ورأس المال البشري. وتشمل:
  • توظيف أفضل المواهب واندماجها وتحفيزها على الابتكار
  • خلق ثقافة الابتكار من خلال تشجيع ومكافأة ريادة الأعمال والمغامرة
  • تطوير مهارات الابتكار لدى الموظفين.

الموارد البشرية هي الشريك الاستراتيجي المثالي للمساعدة في تطوير ثقافة الابتكار والحفاظ عليها وجذب وتحفيز المواهب الرئيسية للابتكار.

 

كيف يمكن للموارد البشرية ترسيخ ثقافة الابتكار داخل الشركات؟

 ثقافة الابتكاريمكن للموارد البشرية أن تلعب دورًا مهما في ترسيخ ثقافة الابتكار بتبني المبادرات التالية :التشجيع على روح المغامرة ,لا يمكن أن يزدهر الابتكار التنظيمي إلا إذا سُمح للموظفين بالمغامرة، والأهم من ذلك تقبل النتيجة في حالة الإخفاق. في كثير من الأحيان، لا يشعر القادة بالرضا عند تقبل الإخفاقات ، ولكن اتباع نهج حذر تجاه أي شيء جديد خوفًا من الإخفاق سيؤدي إلى قتل روح الابتكار.هنا يظهر دور الموارد البشرية في دعم القادة وإرشادهم حول كيفية تبني المغامرة وتقبل الإخفاق والنظر إليه كفرصة لمعرفة ما هو أكثر أهمية للعملاء.يمكن للموارد البشرية ان تفعل التالي:
  • منح الموظفين حرية التصرف أي تدريب ومساعدة المديرين على منح موظفيهم مساحة أكبر تمكنهم من إبداء روح المبادرة والمرونة في عملهم.
  • عمل مبادرات لجعل المغامرة أسهل، مثل فعاليات يوم الابتكار ومسابقات تشجيع الابتكار.
  • مكافأة الابتكار على سبيل المثال، تجري مجموعة تاتا المعروفة حفلًا سنويًا لجوائز الابتكار ويكافئ فيها الموظفين على الأفكار الأكثر ابتكارًا ونجاحًا.
  • تجنب تقييم الأداء العقابي أي عدم ربط المغامرة بتقييم الأداء ليس كل من يغامر هو الأفضل ومن لا يغامر هو الأسوأ أي بدلاً من أن نقول “أنت لا تغامر بما يكفي، ولهذا السبب أنت تعاني يمكن ان نقول انه لا بأس بالمغامرة المحسوبة حتى وان لم تنجح لكن بعضها سيفعل لذا استمر في المحاولة”
  • الأمان أي بتعزيز القيم وأساليب الاتصال المناسبة، يمكن للموارد البشرية أن تلعب دورًا كبيرًا في خلق الأمان في مكان العمل. لأنه بدون الأمان، لن يتبلور مفهوم المغامرة.
 

تصميم عمليات لدعم الابتكار

يجب على الموارد البشرية ان تكون الوسيلة للابتكار من خلال تصميم العمليات والسياسات لدعم الابتكار في المنظمة. قد يبدو هذا غير منطقي لكن العمليات تمنح الموظفين الإطار اللازم للابتكار. أي في حالة الخروج بفكرة أو مفهوم جديد ، ما هي المعايير التي يتم من خلالها دعم الموظف ؟ ستمكن العمليات الواضحة الموظفين من التفكير بأمان واختبار المفاهيم عن طريق التالي:
  • توفير بيئة آمنة حيث يمكن للموظفين توليد الأفكار بحرية. يمكن أن تكون بتوفير مساحة مادية للابتكار أو مجموعة من المفكرين والقادة المبدعين الذين يعززون بيئة من الإبداع والتعاون بقواعد محددة بوضوح.
  • تخصيص الوقت للابتكار. غالبًا ما يوفر العمل المعتاد مساحة قليلة من الوقت للتفكير بشكل إبداعي مما يعني أنه يجب ان يكون جزء من يوم العمل وبالتالي تحتاج الموارد البشرية الى اتخاذ بعض الإجراءات لتخصيص وقت أكبر للابتكار
 1. ضم الابتكار الى مؤشرات الأداء الرئيسية وتتبع مؤشراتهسيساعد دمج الابتكار في مهام الوظيفة ومؤشرات الأداء الرئيسية على تعزيز السلوك. نظرًا لأن الابتكار جزء من أهداف الموظف، فسيكون مدفوعًا لتبنيها. بالإضافة إلى ذلك، ربط الابتكار بتقييم الأداء. يمكن أن يبدو الابتكار أنه مفهوم معنوي، ولكن من المهم تحديد تأثيره على المنظمة. يمكن أن يساعد تتبع مؤشرات الابتكار الموارد البشرية في تحديد تأثيره على نتائج الأعمال.بعض مؤشرات الابتكار التي يمكن تتبعها
  • مؤشر اندماج الموظف
  • الوقت المخصص للابتكار
  • عدد الموظفين الذين تلقوا تدريبًا على مهارات الابتكار
  • استطلاعات تحديد ما إذا كان الابتكار مفهوم راسخ في المنظمة
 2. مكافأة الابتكاركيف يكافأ الابتكار؟ يعد ربط الراتب والمكافأة بالابتكار إحدى الطرق الأساسية للقيام بذلك. ومع ذلك، يجب التشجيع أيضًا على الابتكار من خلال السماح للموظفين بمتابعة أفكارهم.يمكن للموارد البشرية فعل الاتي
  1. ربط الفرص الوظيفية بالابتكار. على سبيل المثال، تقديم منحً دراسية أو مهام صغيرة لأصحاب المشاريع المبتكرة.
  2. تقديم جائزة أو حافز ابتكار غير مادي لتقدير الموظفين ذوي الأفكار بغض النظر عن النتائج سواء أدت إلى النجاح أو الفشل.
3. التوظيف من اجل الابتكار وبناء الكفاءاتإذا كنت تريد أن يكون لديك ابتكار تنظيمي، فعليك جذب أفضل الموظفين. كونك شركة تتبنى الابتكار سيجعلك جاذب لأفضل الموظفين في سوق العمل ولا تنسى تطوير موظفيك الحاليين حيث يمكن أن يساعد تطوير مهارات الابتكار ودعم النمو الوظيفي الشركة على استخدام القوى العاملة الحالية بشكل أفضل. يمكن للموارد البشرية فعل الاتي
  • تنظيم مقابلات لتقييم الابتكار بسؤال المرشح عن أمثلة على الحالات التي أتى فيها بأفكار مبتكرة أو دراسة حالة تتطلب منهم إظهار مهارات الابتكار.
  • بناء أطر التطوير الوظيفي التي تشجع النمو الوظيفي عبر الأقسام.
 4. التركيز على التنوع والشمولوفقا لدارسة أجرتها مجلة هارفارد للأعمال نجد ان الشركات التي لديها تنوع عرقي أعلى من المتوسط لديها 19٪ زيادة في عائدات الابتكار بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة حديثة أجرتها شركة ماكينزي أن الشركات الأكثر تنوعا عرقيا تتفوق على نظيراتها الأقل تنوعا بنسبة 36٪ عندما يتعلق الأمر بالعائدات المالية.تقترح الدراسات أن امتلاك مجموعة متنوعة من الخبرات ووجهات النظر والخلفيات أمر بالغ الأهمية للابتكار وتطوير الأفكار الجديدة.يمكن للموارد البشرية فعل الاتي:اسأل نفسك هذه الأسئلة عند فهم مدى التنوع والابتكار في شركتك: هل تدير الشركة التنوع بطريقة فعالة؟ هل القيادة تقدر وتحتضن الاختلاف؟ هل تقدر تنوع الفكر والثقافة؟تبني ثقافة تأخذ في عين الاعتبار أفكار كل موظف لتوفير مساحة يشعر فيها الموظفون بالأمان لإظهار شخصيتهم الحقيقية ومواهبهم ويمكنهم التعبير عن آرائهم بحرية.ساعد المديرين في ان يستمعوا الى جميع موظفيهم من خلال تشجيع أولئك الذين لا يعبرون عمومًا عن آرائهم. 5. تعزيز التعاونيزدهر الابتكار عندما يكون هناك تعاون. وقد تجلى ذلك خلال جائحة كورونا عندما احتاجت الشركات إلى التواصل مع الموظفين عن بعد مما أدى إلى زيادة كبيرة في جهود الابتكار. كما مكن العمل عن بعد الموظفين على بناء العلاقات الضرورية وإدامتها لتوليد أفكار جديدة. وقد أدى ذلك أيضًا إلى قيام الشركات بتوسيع مجموعة المواهب التي تأتي بأفكار رائعة.

يمكن للموارد البشرية فعل الاتي

تحدي الوضع الراهن وغير مبدأ (هكذا نعمل) وقم بنشر فكرة التعاون داخل المنظمة وعبر العمليات. اجعل التعاون ممكنًا إما داخل البيئة الافتراضية أو البيئة المادية. على سبيل المثال، من خلال إنشاء مساحة مخصصة حيث يمكن للأشخاص الابتعاد عن بيئة العمل اليومية وتشجيع التفاعل وجهاً لوجه أو اللقاءات الافتراضية التي تكون جلسات مخصصة للعصف الذهني والتواصل.

 

الخلاصة

دور الموارد البشرية في الابتكار التنظيمي سيزداد أهمية في السنوات القادمة مع ظهور أدوار جديدة للموارد البشرية، مثل أخصائي بيانات الأشخاص، والباحث الرقمي نستطع ان نتنبأ بالاتجاه الذي ستسلكه وظائف الموارد البشرية مستقبلا ولكي تظل الشركات قادرة على المنافسة  يجب أن تأخذ الموارد البشرية موقعها الصحيح في قيادة ثقافة الابتكار عبر المنظمة.

 

تويتر –  لينكد إن

مقالات قد تهمك :