عندما نسعى للبدء في مشوار ريادة الأعمال بعيداً عن طبيعة الوظيفة، نظن بأننا قد انتقلنا إلى حالة من الراحه وامتلاك الوقت الكافي والرؤية الصحيحة لأداء المهام. ونظن أيضاً أنه بما أننا نملك أعمالنا الخاصة فإننا مدراء أنفسنا ويحق لنا التحرك بمطلق الحرية على عكس السابق عندما كنا موظفين ننفذ فقط الاستراتيجيات التي يقرها المدراء.
ولكن الواقع يقول أن مثل هذه النقاط ماهي إلا خرافات سكنت عقليات بعضنا فأدت بهم في النهاية إلى فشل أعمالهم، ونهاية مشوارهم في ريادة الأعمال قبل بدايته.
فعندما تكون رائد أعمال قد تتحرر بالفعل من إدارة الأخرين داخل الشركة، ولكنك تقع تحت قيادة وإدارة العملاء الذين هم محل اهتمامك وتركيزك وهم السبب الرئيسي في إنجاحك أو فشلك.
هذا هو أحد المفاهيم الخاطئة التي نعتقدها عن ريادة الاعمال، وفي هذا المقال نستعرض غيرها من المفاهيم التي علينا تصحيحها عن رياده الآعمال .
1- الموظفون لا يتم تحفيزهم سوى بالمال :
طبقاً لعدد من الإحصائيات يفضل 64 بالمائة من الموظفين الشباب أن يعملوا في مهنة يحبونها ويتربحون منها 40 ألف دولار في العام، عن عملهم في مهنة أخرى تدر عليهم 100 ألف دولار ولكنهم يبغضونها ويجدونها مملة, وهو ما يدفعنا لدراسة طبيعة المحفزات التي تدفع الموظفين للعمل بقوة وكفاءة، وهو بالتأكيد ليس المال فقط.
2- ريادة الأعمال أفضل من الوظيفة:
تنتهي علاقة الموظف بعمله فور تركه للمكتب ، أما رائد الأعمال فعلاقته لا تنتهي بالعمل أبداً. فريادة الأعمال لا بد وأن تكون جزء من طبيعتك وطبيعة حياتك، فأنت لم تعد موظفاً مثل السابق، بل أن المسؤول عن التخطيط ووضع الاستراتيجيات والإشراف على تنفيذها، بل وتنفيذها في كثير من الأحيان أيضاً. لذا إن لم تكن مؤهلاً لتحمل هذه المسؤولية فلا تسعى إليها. فريادة الأعمال تختلف جذرياً عن الوظيفة، ليست أفضل منها.
3- ريادة الأعمال عملية ثابتة:
88 بالمائة من المدراء التنفيذيون يخشون الهجمات الإلكترونية، بينما يخاف 78 بالمائة منهم التقدم التكنولوجي المتسارع، و65 بالمائة منهم يخشون تحديث القوانين بتحديثات أكثر صرامة. كل هذه الأرقام تؤكد على أن السوق قابل للتغير في أي لحظة دون أي تدخل منك، وهو ما يؤكد على أن ريادة الأعمال عملية لا تتمتع بالثبات الدائم بل هي مهمة متقلبة وشاقة.
4- النقود هي الهدف:
السيولة النقدية هدف أكيد ولا يمكن إهماله، ولكن الهدف الحقيقي من شركتك وأعمالك هو العميل. فالعميل وحده هو المتحكم في تقديم السيولة النقدية لأعمالك أو سحبها في أي وقت يشاء. لذا نكرر دوماً أن عليك وضع العملاء في محور اهتمامك وتركيزك الأساسي.
5- دراسة الأعمال هي المجال الوحيد لاقتحام هذا المجال:
وهذه هي أحد أكبر المفاهيم الخاطئة وأكثرها إحباطاً لمن يرغب في اقتحام مجال ريادة الأعمال، فأشخاص مثل بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت، ولاري إليسون مؤسس أوراكل ولاري بيدج مؤسس جوجل، لم يدرسوا الأعمال في أي جامعة. الفيصل هنا هو أن توسع مداركك للتفاعل مع عالم الأعمال مع استعدادك للتعلم الدائم.