من أبرز الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية النموذج الذي طرحه الخبير الأمريكي ديف أرلش في كتابه “مصير ادارة الموارد البشرية “.
ويعد ديف أرلش (Dave Urlich) أحد أبرز خبراء الموارد البشرية في الوقت الحاضر والمستشار لمجموعة من الشركات التي تصنف ضمن قائمة أفضل (200) شركة في العالم.
يعتقد ديف أرلش أن إدارة الموارد البشرية التقليدية انتهى زمانها وأن هناك دوراً جديداً يتحتم على المسئولين عن إدارة الموارد البشرية القيام به وتنفيذه، ويتمثل هذا الدور في الشراكة الإستراتيجية والفعالة في تنفيذ ومتابعة خطط واستراتيجيات المنظمة، لذلك يحدد أرلش مفهوماً جديداً لإدارة الموارد البشرية يتمثل في أن إدارة الموارد البشرية هي “الإدارة التي تهتم بمساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم”.
ولذلك فإن ديف أرلش (Dave Urlich) يعتقد بأن إدارة الموارد البشرية الحديثة يجب أن تقوم بتطبيق أربعة إدوار لتكون إدارة موارد بشرية معاصرة وفعالة وهذه الأدوار على النحو التالي:
– الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية، ويقصد بها أن تشارك إدارة الموارد البشرية في تنفيذ استراتيجية المنظمة بكل فعالية وقوة.
– إدارة التغيير والتحول، بمعنى أن تقوم إدارة الموارد البشرية بدور كبير في إدارة التغيير والتحول الذي يحدث في المنظمة نتيجة للمنافسة الشديدة، أو رغبة الحكومة في زيادة فعالية الأجهزة الحكومية لتلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين.
– إدارة تطبيق البنية التحتية، ويقصد بها إعداد بنية تحتية للمنظمة من سياسات وإجراءات وقواعد ونظم بحيث تكتب وتعد بصورة جيدة وتكون متوافرة للموظفين بموقع المنظمة.
– إدارة مساهمة العاملين، بمعنى إعداد السياسات والإجراءات المناسبة لمعرفة احتياجات الموظفين وتلبيتها، وتشجيع الموظفين المبدعين وإتاحة الفرصة لهم في تنفيذ إبداعاتهم المتعلقة بتطوير العمل أو تطوير نظم وإجراءات العمل.
تطبيق الاتجاهات الحديثة لإدارة الموارد البشرية
ولاستعراض أهم الأدوار والسياسات والآليات التي تمكن المنظمات من تطبيق الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية، فإنه بمقدورها تطبيق عدد من الإجراءات من بينها تطبيق بطاقة الأداء المتوازن، وهي حسب توضيح أحد الخبراء «مفهوم يعمل على ترجمة الإستراتيجية إلى خطوات تنفيذية»، ويبدأ تحديد مقياس بطاقة الأداء المتوازن من رؤى واستراتيجية المنظمة التي يتم من خلالها تحديد الأهداف التي يجب أن تسعى المنظمة لتحقيقها ، ويؤدي تطبيق بطاقة الأداء المتوازن إلى ترجمة رؤية المنظمة واستراتيجيتها، وتحويل هذه الرؤية والاستراتيجية إلى أهداف يقوم على تحقيقها الإدارات والموظفون.
ويستدعي تطبيق الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية التركيز في التدريب، إذ إن التدريب المنفذ على ضوء استراتيجية المنظمة يظهر بوضوح الدور الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية، وتطوير طرائق اختيار الموظفين، حيث يعدُّ اختيار الموظفين المناسبين استراتيجية مطلوبة لتوفير جهد المنظمة وأموالها في الاستقطاب والاختيار.
ومن بين هذه الإجراءات تطبيق نظام الكفايات، بمعنى قيام المنظمة بتحديد المعارف والمهارات والاتجاهات المطلوبة لكل وظيفة، مما يسهل على المنظمة اختيار القوى العاملة المناسبة وكذلك تدريبها، وتنفيذ برنامج تهيئة الموظفين الجدد باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية لإيجاد بنية تحتية صلبة للمنظمة، ووضع نظام الكتروني للانضباط يوضح للموظف أنواع المخلفات وما يترتب عليها من عقوبات ويطبق بكل دقة وموضوعية لضمان سير أعمال الموظفين بما يخدم تحقيق أهداف المنظمة والعاملين، إلى جانب تطبيق نظام حوافز مرن وفعال يشتمل على الحوافز المعنوية وكذلك الحوافز المادية، لأنهما وجهان لعملة واحدة. إذ إن وجود نظام للحوافز يشجع الموظفين على زيادة الإنتاج والإبداع في العمل، وكذلك يحفز الآخرين على زيادة الإنتاج والإبداع في العمل، وأخيراً تطبيق سياسة «التدوير الوظيفي» بين الموظفين وبين مديري الإدارات، وهذه السياسة تعتبر تنفيذاً لدور إدارة التغيير والتحول التي يفترض أن تنفذه إدارة الموارد البشرية.
ومن خلال ما تم استعراضه في هذه الورقة فإن أرلش يقترح للأخذ بالتوجهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية التوصيات التالية:
– إشراك إدارة الموارد البشرية في وضع الخطة الإستراتيجية للمنظمة.
– تطبيق بطاقة الأداء المتوازن لتنفيذ استراتيجية المنظمة على مستوى الإدارات وعلى مستوى الموظفين.
– وضع قيم للمنظمة والعمل على تطبيقها عن طريق نشر هذه القيم من خلال اللقاءات والاجتماعات وتطبيق القرارات.
– تطبيق نظام الكفايات بالمنظمة ليساعد المنظمة على الاختيار السليم للموظفين المناسبين وكذلك اختيار الدورات التدريبية المناسبة.
– إعداد دليل سياسة العمل ليكون متوافراً للموظفين ليتمكنوا من الاطلاع عليه بكل سهولة.
– تطوير أداء الموظفين عن طريق تنفيذ تدريب متنوع يشمل زيادة معارف ومهارات الموظفين، وتعزيز قيم العمل.
– تطبيق سياسة واضحة للتدوير الوظيفي بين الموظفين وبين مديري الإدارات.
– وضع برنامج توجيهي للموظفين الجدد يتلاءم وينسجم مع المنظمة ويحقـق أهدافها.
– استمرار جهود المنظمة في تطوير النماذج المستخدمة بإدارة الموارد البشرية كنماذج المقابلات الوظيفية، نماذج الاختبارات الوظيفية، نماذج تقويم الأداء الوظيفي.