نظام التعويضات الشامل (دليل عملي)

 

يساعد نظام التعويضات الشامل الفعال على رفع إنتاجية الموظفين والبقاء مع الشركة لفترة أطول وجذب المواهب الجديدة. في هذا المقال، سنناقش هذا المفهوم وعلاقته بهرم ماسلو للحاجات البشرية، وكيفية بناء نظام تعويضات شامل للمنشأة يتوافق مع حاجات الموظفين المختلفة.

 

المحتويات

  • ما هو نظام التعويضات الشامل؟
  • المكونات الخمسة للنظام
  • لماذا تحتاج المؤسسات إلى نظام تعويضات شامل؟
  • كيف تبني نظام تعويضات الشامل؟

 


ما هو نظام التعويضات الشامل؟

 

نظام التعويضات الشامل هو جهد منسق ومتوافق مع الاستراتيجية العامة للمنشئة لتطوير القوى العاملة من خلال حزمة مكافآت فعالة وشاملة. هذه الحزمة عبارة عن مزيج من جميع المزايا والامتيازات والحوافز والإرشادات والعمليات والبرامج وأنواع أخرى من المكافآت التي يقدمها صاحب العمل للموظفين.

 

باختصار، يمكن نظام التعويضات الشامل المنشآت من تحسين أداء الأعمال وتحقيق النتائج المرجوة من خلال بناء قوى عاملة مندمجة وتشعر بالرضا.

عادة ما تكون إدارة الموارد البشرية أو فريق مختص بالتعويضات والمزايا هو المسؤول عن تنفيذ نظام التعويضات الشامل.

 

هرم ماسلو للاحتياجات

الجدير بالذكر ان نظام التعويضات الشامل له ارتباط وثيق مع الاحتياجات البشرية المحددة في هرم ماسلو .

 

المكونات الخمسة لنظام التعويضات الشامل

 

التعويضات: وهي الراتب (الأساسي والمتغير) الذي يقدمه أصحاب العمل للموظفين مقابل تأدية المهام والوقت الممنوح والجهود المبذولة لتحقيق اهداف المنظمة. تمكن التعويضات الموظفين من تلبية احتياجاتهم الفسيولوجية مثل شراء الطعام والملابس وتأمين المنزل.

 

المزايا: هي الحزم المقدمة للموظفين لتعزيز سلامتهم الجسدية والعاطفية والعائلية. أكثر الأنواع الأساسية لمزايا الموظفين هي التأمين الصحي والإجازات وخطط التقاعد.

 

الرفاهية: أصبحت رفاهية الموظفين أكثر أهمية لأصحاب العمل لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم. يتزايد شعور الموظفين بالحاجة إلى الرفاهية للحفاظ على مستويات الرضا والتحفيز في الحياة. لذا يتطلع الموظفون بشكل دائم الى ان تعزز الثقافة التنظيمية الحاجة للرفاهية من خلال تبني المؤسسات للعديد من الأنشطة والبرامج.

 

التقدير: التعويضات والمزايا والرفاهية تعتبر غير كافية للموظفين للحفاظ على مستوى الحماس والسعي نحو التميز في الأداء حيث دائما ما يريد الناس الشعور بالتقدير لما حققوه من إنجازات. يمكن أن يكون التقدير مادي على شكل جوائز، او مكافئات، او ترقيات، او تقدير معنوي.

في حين أن جميع الموظفين قد لا يحتاجون إلى هذه الأنواع من التقدير، إلا أن جميع الموظفين يحتاجون إلى الاحترام في مكان العمل. الاحترام هو شكل من أشكال الاعتراف بأن جميع الموظفين بحاجة إلى الحفاظ على الشعور بالكرامة والصحة النفسية في مكان العمل.

 

التطوير: أصحاب العمل الذين يستثمرون في برامج تطوير الموظفين هم في الواقع يستثمرون في تحقيق الموظفين لذواتهم من خلال برامج التعليم والتدريب والإرشاد والخبرة العملية ذات الصلة، تعمل هذه البرامج على تمكين الموظفين ليصبحوا أكثر كفاءة في أدوارهم. بمعنى آخر، تمكّن مبادرات التطوير الوظيفي الموظفين من السعي نحو تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

 


لماذا تحتاج مؤسستك إلى نظام تعويضات شامل؟

 

جذب أفضل المواهب: نظام التعويضات الشامل الذي يلبي جميع احتياجات الموظفين سيوفر للمنشئة فرصة الحصول على افضل الكفاءات المتاحة في سوق العمل

 

رضا واندماج الموظفين: هناك احتمالية قوية لتطور الموظفين وانتقالهم من مرحلة إلى أخرى في الحياة عند شعورهم بالرضا، وهذا يتطلب تلبية احتياجاتهم من خلال نظام تعويضات فعال. أيضًا، عندما يشعر الموظفون أنهم يكافئون بشكل عادل، فإن ذلك يحافظ على اندماجهم أيضًا.

 

الاحتفاظ بالموظفين: تعزز نظم التعويضات الفعالة رفاهية الموظف والاندماج والتحفيز، وكلها عوامل أساسية للاحتفاظ بالموظف.

 

التنافسية: تجعل نظم التعويضات الشاملة المؤسسات أكثر قدرة على المنافسة على مستوى مجالها من خلال السعي نحو التميز في الأداء. وكما ذكرنا أعلاه، يمكن للمؤسسة أيضًا التنافس بنجاح على المواهب وتصبح صاحب العمل المفضل في مجال عملها.

 

تحسين أداء الأعمال: عندما تتمكن مؤسستك من جذب الموظفين الموهوبين والاحتفاظ بهم ، فمن المرجح أن تحقق الأهداف التنظيمية وتتفوق على أقرانها في الأداء. بعبارة أخرى، غالبًا ما يقود الموظفون المتفاعلون وذو الأداء العالي الشركات الى الأداء الأفضل.

 


كيف تبني نظام تعويضات شامل؟

  1. مراجعة وتقييم النظام القائم

عند بناء نظام التعويضات الشامل، من الوارد ألا تبدأ من الصفر. يمكنك إجراء تدقيق ومراجعة لنظام التعويضات القائم للوقوف على أوجه التطوير. بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة مثل كيف تبدو حزمة التعويضات الحالية الخاصة بك؟ ما هو منهجك في التعويضات؟ ماذا عن العناصر الأخرى المكونة للنظام؟ قد تجد أن بعض العناصر أقوى من غيرها.

سيمنحك هذا التقييم فكرة عما يجب أن يتم تطويره حسب الأولوية والتركيز عليه.

  1. جمع ملاحظات الموظفين

ما رأي موظفيك في النظام الحالي، وما الذي ينقصهم؟ يمكنك إجراء مسح واستبيان للموظفين لمعرفة ذلك. أيضًا، يمكنك جمع بيانات مقابلات البقاء والخروج فيما يتعلق ببند التعويضات.

3. اشراك الإدارة

شارك نتائج التدقيق وتعليقات الموظفين مع إدارة المؤسسة. اشرح لهم التحديات المحتملة حال غياب نظام قوي للتعويضات، مثل عدم القدرة على جذب المواهب والاحتفاظ بها. ستحتاج إلى دعمهم ورؤيتهم للاستراتيجية التنظيمية وأهداف الشركة، ستناقش أيضا الميزانية المطروحة للنظام واعتمادها.

  1. تحديد أهدافك وأولوياتك

ما الذي تريد تحقيقه من خلال نظام التعويضات الشامل؟ وكيف يدعم ذلك أهداف العمل؟ سيساعدك طرح هذه الأسئلة وأسئلة مماثلة في تحديد ما يجب التركيز عليه عند بناء النظام.

على سبيل المثال، ربما تكون قد وجدت ان هناك مشكلة في الاندماج داخل المؤسسة، مما يؤدي إلى زيادة معدل تسرب الموظفين. لأنهم يشعرون أن مساهماتهم لا تحظى بالتقدير، وينتهي بهم الأمر بالاستقالة. بعد ذلك، يمكن أن يركز نظام التعويضات الشامل الخاص بك بشكل أكبر على عنصر التقدير.

  1.  مواءمة النظام لقيمك وثقافتك

يجب أن تكون نظام التعويضات الشامل الخاص بك انعكاسًا لقيمك وثقافتك التنظيمية.

  1. نظام متوازن ومرن وعادل

عند بناء النظام تأكد من أن العناصر متوازنة. يجب أيضا مراعاة الخيارات المتوفرة عند تصميم التعويضات وتخصيصها. مثلا في حين أن بعض موظفيك قد يقدرون اشتراك مدفوع الأجر في صالة الألعاب الرياضية، فقد يقدر البعض الآخر منحه بعض البدلات الاخرى.

  1. مواكبة الاتجاهات والتحديات

هذا لا يعني أنه يجب عليك تنفيذ كل توجه قد سمعت عنه. ومع ذلك، تحتاج إلى الانتباه إلى ما يحدث في العالم من حولك، ومجال عملك، وكيف يؤثر في نظام التعويضات. مثلا خلال جائحة كورونا تأثر العديد من الموظفين نفسيا بالإجراءات الاحترازية وحالة الخوف السائدة في ذلك الوقت مما تطلب أصحاب العمل في التفكير أكثر في حلول تخفف من تلك الاثار.

  1. التواصل الفعال

في حين أن جميع الموظفين يعرفون بالتأكيد حزمة التعويضات والمزايا القائمة، قد لا يزالون بحاجة إلى تحديث تلك المعلومات وبالطبع، فهم بحاجة إلى فهم العناصر الأخرى المكونة للنظام.

عند اعلام الموظفين بالنظام من الضروري ان يتم ذلك بطريقة شفافة وسهلة. على سبيل المثال ادراج قسم الأسئلة الشائعة باللائحة الداخلية للمنشأة او تنظيم فقرة أسئلة واجوبة بصفة منتظمة حيث تتاح لموظفيك فرصة طرح كل ما يريدون معرفته عن النظام.

  1. قياس الأثر

يجب تأكد من أن نظام التعويضات الشامل الخاص بك يتمتع بعائد استثماري جيد على المدى الطويل. تتبع ما تنفقه والتأثير الذي يحدثه بهذه الطريقة، يمكنك باستمرار تعديل عناصر النظام وإدارة ميزانية الموارد البشرية الخاصة بك بشكل فعال.

 


 

الخلاصة:

بناء نظام تعويضات شامل أمر معقد، ولكنه يستحق الاستثمار.

في المقام الأول، تحتاج إلى التفكير فيما يحتاجه الناس (كما في هرم ماسلو) باعتباره حجر الأساس. حيث يجب ان تلبي مكونات النظام تلك الاحتياجات. تتمتع المنظمات بفرصة الإبداع في تصميم أو تعزيز نظام التعويضات الشامل الخاص بها عند فهم ما يحفز موظفيها، وحالة التعويضات الحالية، والأهداف الاستراتيجية، والميزانية. ويجعل نظام التعويضات الشامل المنظمة أكثر قدرة على المنافسة ويعزز ولاء الموظفين. يجب النظر إلى مصلحة كل من الموظفين والمنظمة بطريقة متوازنة. إيجاد التوازن الصحيح هو المفتاح لتحقيق أهداف المنظمة.

 


تويتر –  لينكد إن

مقالات قد تهمك :