التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية :
هي المتغيرات الداخلية والخارجية التي تؤثر على إدارة الموارد البشرية ولا سيما المتغيرات في
المجالات التكنولوجية والإجتماعية والثقافية والقوانين والتشريعات الحكومية الخاصة بمجال
العمل
ويمكن إيجاز هذه التحديات بالآتي:
1. التحديات المتعلقة بمهارات الموظفين :
يتعرض سوق العمل باستمرار لتحديات خاصة ناجمة عن متطلبات العولمة فيما يتعلق بالإنفتاح
الإقتصادي وتحرير التجارة والاستثمار وتراجع التدخل الحكومي مما يستدعي التطور والتغير
المستمر في أنواع النشاط الإقتصادي للتجاوب مع معايير المنافسة ويتطلب التجاوب مع ذلك كله
توفر موارد بشرية وقوى عاملة تتسم بالمرونة وتمتلك قاعدة عريضة من المعارف والمهارات
لمجاراة التطور في سوق العمل ويجد العاملون ذوو التخصصات الضيقة والمهارات المحدودة
وكذلك العاملون من ذوي المهارات المنخفضة أنفسهم غير قادرين على التأقلم مع الأوضاع
الإقتصادية الجديدة وتقع المسؤولية على نظم وبرامج تنمية الموارد البشرية لمراعاة هذه
المتطلبات وتلبيتها
2. تحديات إحتياجات وتوجهات سوق العمل
يعد سوق العمل أحد المؤثرات البيئية الهامة على مدى إمكانية المنظمة وقدرتها على توفير
احتياجاتها من العمال
فالمنظمات بمختلف مستوياتها تمر بحالة تغير مستمرة لم يشهد لها مثيل من قبل وهذا يتطلب
موظفين لديهم مهارات المرونة والقدرة على التغيير والتجاوب لمتطلبات ديناميكية أماكن العمل
وترى كفافي انه يدور الحديث اليوم عن سوق عالمية المنتجات ورأس المال ولكن مستقبلا
سيكون الحديث عن سوق عالمية للعمالة
وقد انعكست تأثيرات العولمة على أسواق العمل بتحديات على الكيفية التي يتم بها أداء إدارة الموارد البشرية لوظائفها ومن هذه التحديات :
a. نشوء مهن ووظائف جديدة تعبر عن احتياجات سوق العمل نتيجة تطورات
b. التقنيات منها ما يطلق عليه العمل والوقت المرن
c. زيادة نسبة الطلب على فئة العاملين المتخصصين في مجال الصناعات
d. الالكترونية الإلكترونية فالمعرفة التقنية متطلب أساسي في سوق العمل
e. التزايد المستمر في العمالة الشرطية وهي التي تطلب وقت الحاجة لأداء مهام
معينة
3. تحديات متعلقة بإدارة ومقاومة التغيير
إن البيئة شديدة الديناميكية تحتم ضرورة قيام المنظمات بتدعيم قدرتها على إدارة
التغيير وتحسين القدرة على التغيير ويمكن ان يتحقق ذلك من خلال الإستخدام
السليم لتقنيات وخبرات إدارة الموارد فالمنظمات التي تحرص على زيادة قابليتها
للتكيف مع المتغيرات والمستجدات تحرص على توظيف أفراد يتسمون بالمرونة
والقدرة على التنبؤ بالمتغيرات
وهناك نقطة أخرى متعلقة بمقاومة التغيير من قبل الأفراد في المنظمات حيث
تشكل هذه النقطة تحديا بارزا يواجه إدارة الموارد البشرية حيث إن تطبيق
التقنيات مثل الإدارة الإلكترونية يلقى مقاومة داخلية من قبل الموظفيين
والعاملين لأسباب منها :
· الخوف على وظائفهم وسلطاتهم
· الصدمة الفنية والعلمية حيث يرون في عدم قدرتهم على التعامل مع
التكنولوجيا أنه نوع من التخلف
4. تحديات التنافس العالمي :
حيث تقوم المنظمات بوضع سياسات خاصة بالموارد البشرية خاصة في حالة ندرة
المهارات في سوق العمل ورغبة الإدارة في تحقيق التميز والإبتكار وبالتالي
اجتذاب واستقطاب القوة العاملة الماهرة من سوق العمل
والمنافسة على الموارد البشرية ليست محصورة على الحدود الوطنية فقط بل إن
عملية الإنتشار في استقطاب الموارد البشرية الماهرة مفتوحة وعلى نطاق عالمي
والصراع على استقطاب العقول صراع عالمي قديم حيث تتنافس الدول المتقدمة
على جذب الكفاءات البشرية الراقية والمتميزة من الدول النامية
5. التحديات المتعلقة بالأهداف والأولويات المؤسسية :
يعتبر وضع الأهداف ورصد الأولويات في المؤسسات من الممارسات الهادفة
لتحقيق الرؤى المخطط لها وقد كان من أولويات أهداف المنظمات تحقيق الربحية
وزيادة الإنتاجية وتخفيض التكاليف أما اليوم فقد تم التركيز في الأولويات على تأهيل
وتدريب الموارد البشرية بما يقع تحت عنوان تنمية الموارد البشرية إيمانا بأن
الاهتمام والتركيز على تنمية قدرات العاملين يؤثر تأثيرا إيجابيا في رفع مستوى
الخدمة وإرضاء الزبائن وزيادة الإنتاجية وتحقيق الربحية المستهدفة وهذا يشكل
تحدي كبير أمام الموارد البشرية من أجل تنمية العاملين
6. تحديات متعلقة بممارسة أنماط إدارية حديثة
حيث تم التخلي عن المركزية الشديدة والبيروقراطية في العمل وتم الإعتماد على
التعاون بين المرؤسيين والرؤساء في أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل حيث تم
العمل بمبدأ أن يأخذ الرئيس رأي مرؤوسيه ويشاورهم أثناء القيام بأعمال المنظمة
ليستفيد من خبراتهم وتجاربهم وأيضا تم اعتماد مبدأ فرق العمل في المنظمات حيث
يشكل فريق يضم عدد من الأفراد تتفاوت أعدادهم بحسب المهمة التي تناط لهم
وهؤلاء الأفراد يستفيدون من خبراتهم وتجاربهم المختلفة ويناقشون المشاكل
والقضايا التي تواجههم من أجل التوصل إلى حل هذه المشاكل وهنا يقع على عاتق
إدارة الموارد البشرية تعليم هؤلاء الأفراد وتدريبهم على كيفية العمل كفريق واحد
والتعاون التام بين أعضاء الفريق من أجل تحقيق أهداف المنظمة
7. التحديات المتعلقة بتنوع الموارد البشرية
من الملاحظ في هذه الأيام تنوع الموظفين العاملين في المنظمة وهذا التنوع قد يكون
من حيث الجنس والعمرو الخلفيات الثقافية وجنسية الموظفيين وعاداتهم
فمن حيث الجنس فإننا نلاحظ تزايد مستمر في إقبال المرأة للعمل إما لحاجات تحقيق
الذات وإثبات الشخصية أو من أجل الأوضاع الإقتصادية ورفع مستوى معيشة
الأسرة وتشكل المرأة تحديا لإدارة الموارد البشرية من حيث طبيعة الوظائف التي
تلائمها والتى تكون لديها القدرة على تأديتها حيث من المستبعد ان يتم وضع المرأة
في عمل يتطلب جهد عضلي وكذلك يجب على إدارة الموارد البشرية الأخذ بعين
الإعتبار كون المرأة لديها مسؤليات مزدوجة فهي إلى جانب أنها موظفة في هذه
المنظمة فهي ربة منزل عليها مسؤوليات وواجبات وبالتالي الأخذ بعين الإتبار الدوام
الذي لا يحتاج إلى ساعات عمل طويلة أو إلى مناوبات ليليلية وأعمال إضافية
وكذلك أيضا ما يحق للمرأة من أجازة أثناء الولادة
أما من حيث العمر فنجد في المنظمات الشباب الذين لديهم أفكار تختلف عن افكار
الموظفيين الأكبر منهم عمرا حيث نجد أن معظم الشباب العاملين لديهم حب تعلم
الجديد والمعرفة المتميزة في تكنولوجيا الحاسوب وهم بعكس الموظفيين الأكبر منهم
سنا الذين يكتفون بما لديهم من معارف ويخشون من التكنولوجيا الحديثة
أما من حيث جنسيات العاملين فيجب على إدارة الموارد البشرية أن تكون قادرة
على إدارة مزيج مختلف من الموظفيين الذين لديهم لغات مختلفة وبلاد مختلفة
وعادات وطباع وأعراف مختلفة
وتوصلت دراسة أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن التنوع في الموظفيين
من حيث العرق يؤدي إلى جودة عالية وأفكار متميزة وعصف ذهني مميز أكثر من
الفرق الأقل تنوعا
المصدر: د. احمد عيسى